حياة في الريح مع الجبل ـ وداد بنموسى

لا أحد يفكر في الجبل

وداد بنموسى

وداد بنموسى

عشبٌ في أنحائه يتوالد
يترنَّح كلما هبَّ عَصْفٌ
ويمارس نشوته، شَهْوَتَهُ
وينشد:
“وجعلنا الرّياح لواقح”

لا أحدَ يفكِّر في الجَبل
يبدو شامخا
بينما في جذعه
ملايين النملات تنخُر
تتمنَّى أن يخِرَّ يوماً على مرآها

تنتظر أن تنهار قواه
كي تغني:
النصر لك أيها الصبر.

لا احد يفكر في الجبل
يخجلُ فوقك
يقول لك:
أنا صامت
بينما الريح تقول عني
كل الهَدير.

لا أحد يفكر في الجبل
أنا وحدي أفكر
كما لو أني صقْر
من فوق
يسمع صهيلَهُ
بينما أفرِدُ جَناحيَّ
في اتجاه
حياة في الريح…….. مع الجبل

لا أحد يفكر فيه
البحيرة حيرى
من أية جهة تراه
بأي لغة تحاوره
كيف تقول له:
ظلك فوقي
يغريني بالحب

لا أحد يفكر في الجبل
لا الناي
ولا شجر الجكرندا
ولا رفَّةُ الخُطّيْف
ولا السحابة العَجْلى
إنما الثلج
وحده يجاوره في البياض
وفي ملل الوقت

لا أحد يفكر فيه
يا حبيبي
كلانا لا يفكر في الجبل
بينما هو قد تصدَّعَ من فرط
ما نشقى في السَّؤالِ وفي الجَواب

لا أحد يفكر في الجبل
لا أحد يعرف أن البركان ألَم
وأن دمْعَهُ حِمَم

لا أحد يفكر في الجبل
أتفهمني؟
قد يغريك جبل بالقمة
فمن قال لك أنك لا تغريه بالسَّفح؟

لا احد يفكر في الجبل
فوقه وقفتُ
فتحت فمي ملء شدقي
علني أُخْرِجُ من جسدي
روحا شاخت
وأخرى تنتظر فرحا، تتلقفه من سحاب
وقفت،كأني أصلي
وكأن اللحظة دعائيَ المستجاب

لا أحد يفكر في الجبل
سوى قطرة مطر
على مهل سقطت
وفوقه
نشرتْ
أشلاء بوحها…

لا أحد يفكر في الجبل
يحزنني الأمر.
وأنا؟
هل حقا أسمع بوحَ الجبل؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وداد بنموسى / سيرة ذابداعية
شاعرة مغربية ، وفنانة تشكيلية وفوتوغرافية مغربية، ولدت بمدينة القصر الكبير سنة 1969،
– عضو المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب.
-عضو المكتب المسير لبيت الشعر سابقا.
-نائبة رئيسة دار الفن المعاصر.
– عملت في الصحافة، في كل من جريدة ” العلم” و ” الجريدة الأولى”.
– عملت في ” معلمة المغرب”.
– عملت كمستشارة وزيرة التعليم.
شاركت في العديد من المهرجانات والملتقيات داخل المغرب وخارجه.

صدر للشاعرة:

– “لي جذر في الهواء”، عن وزارة الثقافة ضمن سلسلة الكتاب الأول سنة2001
-“بين غيمتين”، عن دار مرسم للنشر سنة 2006
-“فتحتها عليك”، ( مجموعة شعرية مصحوبة بصور عن النوافذ من تصوير الشاعرة) عن دار مرسم للنشر سنة 2007
-“زوبعة في جسد”، عن دار مرسم للنشر سنة 2008
-“كدتُ أفقِدُ نرجسيتي”، عن دار ورد للنشر بسوريا سنة 2010
-“ترجمة لزوبعة في جسد” إلى الاسبانية عن مركز حوار الحضارات بكونكيبو، دولة الشيلي، سنة 2010
-الطبعة الثانية من “زوبعة في جسد” بثلات لغات، العربية، الفرنسية ( الدكتورة ثريا إقبال) والإسبانبة ( الاستاذ عبد اللطيف الزنان)، مصحوبة بلوحات فنية للرسام المغربي عبد الحليم الراجي،عن دار مرسم للنشر سنة 2013
-ألهو بهذا العمر ، عن دار توبقال للنشر سنة 2014