ليلة الحناء ـ انتصار البحري

انتصار البحري
( ليلة الحنَّاءْ)

رقيقٌ هواءُ البلاد
ويخطر مثل الحرير ِ
ببالِ اليدينْ

شقائِقُ نعمانَ تشرب من عندمِ الوجنتينْ
وسِرب حمامٍ يرِفُ على أ ُفُقِ الماءِ
يرحلُ بالذكرياتِ تُرى:
كيفَ أَلقى حبيبي وأينْ؟
……

نساءٌ يعرشُ حُزن الليالي
على ماء اعينهنَّ
ويحملْنَّ؛ أطواقَ زهرٍ
وأطباق لوزٍ
ويعجنَ حِناءهُنَّ بماءِ الزغاريدِ
تَرفُلُ أفواهُهُنَّ بأدعية الصالحينَ
من الناسِ والأولياءْ :

تباركتَ ياربُّ. ‘ هذي العروسُ
تُعيدُ صبانا اليكًَ
وتودعُ أحلامها البيضَ
بين يديكَ فباركْ خطاها على الأرض ِ
جَمْلْ لها صبحها والمساءْ
وعَمِرْ لها بيتها بالمسرةِ
صُبَّ لها في القناديل زيتَ الهناءْ

……..

جميلٌ ! دُعاء النساء ِلهذي العروس
ولكن . لماذا يُطَيرنَ بالضحكات الزغاريدَ
حتى إذا مااستوين على عرش أفراحهن
صَمَتْنَّ.
وغَمسنَّ في ( حنة) العرسِ أيديهنَّ
وأجهشْنَّ، في غمرات البكاءْ.
….
هوذا بيت حبيبي
لن أدخل أبوابَ العالم ِ إلا مِنهُ
ولن أسال في سراء الايام الحلوة
أو ضراء الأيام المرة ِ إلا عنهُ
أنا بيت حبيبي
وحبيبي بيتي
سأُعلق قنديل غنائي
وأرش الليل َ بأضوائي
موسيقى لصداها النائي
أنغاماً من بدء التكوين
اذكر أني كان الغيم قريباً مني
ونجوم ٌ تهربط قرب موانيء أحلامي
تفتح أشرعة العشرين

ترحل بأزيز النحل
وتأوي لخوابي العسل
وتشرح بعض طقوس الحب
وما يرويه العرافون بأحوالي ،
شوقٌ وحنين ْ
فكيف يصيرالزهر الغصن المالي
بين فؤوس الحطابيبن ؟
نايات تصدح ملء الروح
أحلام تغفو في احضان الورد
تشدو بازيز النحل بآلاك الناس المظلومين .

يانازف الجرح في مدن الملح
ايامنا في الخليج مضتْ
وهي لن تستعاد في زمان الرماد

على نخل العراقِ صلبت قلبي
وقلتُ تضيء ُأعذاقي الشموس
ويولد من ضمير الليل فجر
بدفق سناه تأتلفُ النفوسُ
هززتُ النخل جزعاً بعد جزعٍ
أُؤملُ أن تتم لي الطقوسُ
فلا رُطَباً جنيتُ
ولا بنجم ٍرُزقتُ
وما ترءى لي نفِيسُ
وإني حُرةٌ وأُطيقُ موتي
إذا ذُلتْ وطأطأت الرؤوسُ
وبطنُ الأرضِ أكرمُ من حياةٍ
ترى الأعداءَ في أرضي تجوس ُ.

رد واحد

  1. ” ليلة الحناء” عنوان صاهل يضرب عميقاً في أمكنة من الروح , يداعب توقاً عظيماً , ويعزف على اوتار الشرق حنيناً عنته الشاعرة ووظفته جيداً ….عنوان يستصحب الدفوف والروائح وهمسات النسوة
    وبعد …. بعد هذا
    / رقيق هواء البلاد ويخطر مثل الحرير ببال اليدين /
    هذا شعر عالٍ ,,,
    يقف المقطع الفاره الجمال هذا حائلاً بينك وبين الدخول في القصيدة إذ لاشك ستقراه مرات عديدة , ثم عندما تدخل القصيدة , ستجد عالماً آخر , عالماً تعود بك حناؤه إلى العنوان …
    ستسألأ نفسك ماعلاقة هذا المقطع الواسع الجمال , بوطنه وذكرياته الحريرية , وبين الحناء القادم عطرها من بعيد …
    قد تظنه قصيدة أخرى
    أو مقطع مقابل
    لكنه في الغالب مدخل ذكي إلى نص يعبر بنا غلى مابعد الحناء لوطن…
    سنكتب كثيراً غذ لم نتجاوز العنوان والمدخل ….
    لنقل فقط سنعود

    إعجاب

التعليقات مغلقة.